Friday, February 15, 2008
أن تحترق
أن تحترق هو أن تحس بحرارة في أحشائك، وبرد في أعضائك وأطرافك، وأن تعالج غصة في حلقك لا تقوى على الخلاص منها... أن تحترق هو أن تعد الثواني وتستمع لعقارب الساعة تقرع شوكاتها على الجدار، هو أن يطول الليل ويظلم كنفسك التي بين جنبيك.... أن تحترق هو أن يبلغ بك اليأس درجة تصبح فيها حياتك عبئا ثقيلاً عليك تتمنى الخلاص منه، وعندها تتمنى للحظة ما لو يقف كل شئ، الحركة والسيارات والضوء والضجيج والحيوانات والحشرات وأن يقف الكون... تتمنى أن لا تدور الأرض... أن تحترق هو أن تتمنى أن تغمض عينيك ثم تفتحها وترى نفسك في عالم آخر غير عالمك الذي تعيشة... أن تحترق هو أن ترى الزمان كذبة كبرى، لأن دقيقتك ليست كدقيقة الناس وساعتك تمر عليك كدهر بائس... لو يقاس الدهر بعذابات المتألمين اليائسين الكادحين أمثالك لإبيضت رءوسهم قبل المشيب
ما أتعسك وأشقاك وما أشد عناءك أيها المسكين. هل وصل بك اليأس حد تمنى الموت؟ أنت وحدك جزيرة لا يعيش بها إلا أنت فأعمرها بما شئت، أعمرها باليأس تعش حياتك يائسا أو أعمرها بالياسمين إن شئت تعش حياة حبورا ونشوانا في غبطة وسرور دائمين.... أن نور نفسك هو النور الوحيد في ظلمتها، هو نهارك، فقليلا من الأمل يبلغك شط الآمان، النفس يتبعه آخر والدقيقة تتلوها أخرى وما حياتك وحياة كل مخلوق على ظهر البسيطة إلا هرولة نحو مصير محتوم، كلنا سيجري وكلنا سيقز القفز تلك إلى المجهول، الموت لكن هناك من يهرول نحو النهاية مدركا تمام الإدراك أنه واصل لا محالة فيجعل من رحلته سفرا جميلا يعيشه ولا يستثقله، وهناك من يتعثر في الطريق من شدة اليأس ومن علمه بالنهاية فيتمنى لو تهرول النهاية إليه قبل أن يصل إليها فلا تكن من الصنف الثاني
حياتي فقدت كل معانها، لم أعد أعرف سببا واحدا للإستيقاظ كل صباح، أراني أكرر ما عملت كل يوم، وأفعل ما يفعل الآخرون علي أجد يوما تعريفا لنفسي أو ماهيتي أو لماذا أنا؟ بل لعلي أعرف يوما ما من أنا ومن أكون؟ أرى كل يوم يجعلني أقل حيوية، لا أطيق النظرإلى ما يستمتع الناس بالنظر إليه.... لا أطيق الأطفال... منظر الطفولة والبراءة يقززني وليس له أي معنى في قاموسي، كما أني لا أرى ما يراه الآخرون من جمال الحياة؟ كيف يكون الجمال داخلي كما تحدثني؟ إن كان الجمال في أنفسنا فلم نبحث عنه في الزهرة الأنيقة، والمرأة الجميله والمنظر الجذاب واللحن العذب؟ لم لا نجلس مع أنفسنا مثلا في غرفتنا، نغلق كل نوافذها وفي الظلمة الحالكة نجعل شعاع النور في أنفسنا وجمالنا الداخلي يضئ حياتنا؟ كذب كل ما يقولون... حياتنا ليست جميله بل كارثية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، رحلة معاناة من المهد الى اللحد، نعمل ونكد أنفسنا وعقولنا في تمثلية يلعب كل من دوره ببراعة لأننا لا نصدق للحظة واحدة أننا ممثلون، لكنك إن كنت مكاني وتحترق مثل ما أحترق لرأيت قبسا من الحقيقة: حياتنا كذبة كبرى، وتراجيدية لا تنتهي، والفرق الوحيد بيني وبينك هو أنني أدرك ذلك بينما تنكره أنت
بل حياتك أنت وحدك كذبة كبرى وحياة كل إنسان هي ما يعيشه... أتظن شخصا تحت جهاز التنفس الإصطناعي لسنوات حي؟ الحياة ياصديقي لا تقاس بعدد الأنفاس التي نتجرها أو السنوات التي نعيشها وإنما ماذا نفعل بها... لكي تدرك لحياتك معنى يجب عليك أولا فهم ماهيتها وماذا تكون: حياتك وحياة كل إنسان على وجه الأرض هي ما نفعله في فترتنا القصيرة عليها، فإجعل من حياتك سمفونية تطرب الأسماع، أو شمعة تحترف لتضئ للآخرين دروب حياتهم... ثم ليكن هدفك الأسمى في هذه الحياة مرتبط بالعلوي، بالله، وليس بشخصك أنت، فروحك التي بين جنبيك ماهي إلا وديعة عندك إلى حين.... الجمال الخالد والمعنى الحقيقي لحياة الإنسان يجب أن لا يرتبط معنىً دنيوي ينتهي مع حياة الشخص، كالمال والجمال والشهرة والنجاح، بل يكون مرتبطا بالله الذي له الخلود أبد الدهر، عندها يكون معنى حياتك خالدا... لن تشعر بطمأنينة القلب وراحة البال إن كان سببها دنيوي لأن كل دنيوي زائل، لكنك إن غرست في ذاتك حب الله، وإشتشعرت عظمته، وخفت غضبه ورجوت رحمته فإن عندئذ تكون قد قنعت بأن حياتك على ظهر هذه البسيطة ماهي إلا مقدمة وإختبار لحياة أكثر خلودا، وستعمل حينها على بلوغ معنى الحياة اللازائل بعد موتك، ولن تلهث نحو النهاية بعدها، بل ستخطو خطوات واثق نحو البداية الحقيقه...
ما أتعسك وأشقاك وما أشد عناءك أيها المسكين. هل وصل بك اليأس حد تمنى الموت؟ أنت وحدك جزيرة لا يعيش بها إلا أنت فأعمرها بما شئت، أعمرها باليأس تعش حياتك يائسا أو أعمرها بالياسمين إن شئت تعش حياة حبورا ونشوانا في غبطة وسرور دائمين.... أن نور نفسك هو النور الوحيد في ظلمتها، هو نهارك، فقليلا من الأمل يبلغك شط الآمان، النفس يتبعه آخر والدقيقة تتلوها أخرى وما حياتك وحياة كل مخلوق على ظهر البسيطة إلا هرولة نحو مصير محتوم، كلنا سيجري وكلنا سيقز القفز تلك إلى المجهول، الموت لكن هناك من يهرول نحو النهاية مدركا تمام الإدراك أنه واصل لا محالة فيجعل من رحلته سفرا جميلا يعيشه ولا يستثقله، وهناك من يتعثر في الطريق من شدة اليأس ومن علمه بالنهاية فيتمنى لو تهرول النهاية إليه قبل أن يصل إليها فلا تكن من الصنف الثاني
حياتي فقدت كل معانها، لم أعد أعرف سببا واحدا للإستيقاظ كل صباح، أراني أكرر ما عملت كل يوم، وأفعل ما يفعل الآخرون علي أجد يوما تعريفا لنفسي أو ماهيتي أو لماذا أنا؟ بل لعلي أعرف يوما ما من أنا ومن أكون؟ أرى كل يوم يجعلني أقل حيوية، لا أطيق النظرإلى ما يستمتع الناس بالنظر إليه.... لا أطيق الأطفال... منظر الطفولة والبراءة يقززني وليس له أي معنى في قاموسي، كما أني لا أرى ما يراه الآخرون من جمال الحياة؟ كيف يكون الجمال داخلي كما تحدثني؟ إن كان الجمال في أنفسنا فلم نبحث عنه في الزهرة الأنيقة، والمرأة الجميله والمنظر الجذاب واللحن العذب؟ لم لا نجلس مع أنفسنا مثلا في غرفتنا، نغلق كل نوافذها وفي الظلمة الحالكة نجعل شعاع النور في أنفسنا وجمالنا الداخلي يضئ حياتنا؟ كذب كل ما يقولون... حياتنا ليست جميله بل كارثية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، رحلة معاناة من المهد الى اللحد، نعمل ونكد أنفسنا وعقولنا في تمثلية يلعب كل من دوره ببراعة لأننا لا نصدق للحظة واحدة أننا ممثلون، لكنك إن كنت مكاني وتحترق مثل ما أحترق لرأيت قبسا من الحقيقة: حياتنا كذبة كبرى، وتراجيدية لا تنتهي، والفرق الوحيد بيني وبينك هو أنني أدرك ذلك بينما تنكره أنت
بل حياتك أنت وحدك كذبة كبرى وحياة كل إنسان هي ما يعيشه... أتظن شخصا تحت جهاز التنفس الإصطناعي لسنوات حي؟ الحياة ياصديقي لا تقاس بعدد الأنفاس التي نتجرها أو السنوات التي نعيشها وإنما ماذا نفعل بها... لكي تدرك لحياتك معنى يجب عليك أولا فهم ماهيتها وماذا تكون: حياتك وحياة كل إنسان على وجه الأرض هي ما نفعله في فترتنا القصيرة عليها، فإجعل من حياتك سمفونية تطرب الأسماع، أو شمعة تحترف لتضئ للآخرين دروب حياتهم... ثم ليكن هدفك الأسمى في هذه الحياة مرتبط بالعلوي، بالله، وليس بشخصك أنت، فروحك التي بين جنبيك ماهي إلا وديعة عندك إلى حين.... الجمال الخالد والمعنى الحقيقي لحياة الإنسان يجب أن لا يرتبط معنىً دنيوي ينتهي مع حياة الشخص، كالمال والجمال والشهرة والنجاح، بل يكون مرتبطا بالله الذي له الخلود أبد الدهر، عندها يكون معنى حياتك خالدا... لن تشعر بطمأنينة القلب وراحة البال إن كان سببها دنيوي لأن كل دنيوي زائل، لكنك إن غرست في ذاتك حب الله، وإشتشعرت عظمته، وخفت غضبه ورجوت رحمته فإن عندئذ تكون قد قنعت بأن حياتك على ظهر هذه البسيطة ماهي إلا مقدمة وإختبار لحياة أكثر خلودا، وستعمل حينها على بلوغ معنى الحياة اللازائل بعد موتك، ولن تلهث نحو النهاية بعدها، بل ستخطو خطوات واثق نحو البداية الحقيقه...
Subscribe to:
Posts
(
Atom
)